تقييم واقع كبار السن في سورية

أقامت الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان اليوم ورشة عمل لمناقشة نتائج دراسة تقييم واقع كبار السن في سوريا بحضور ممثلين عن الجهات المعنية.الدكتور عمر بلان الممثل المساعد لصندوق الأمم المتحدة للسكان في سورية شكر كل المعنيين بإتمام هذه الدراسة منوهاً إلى أهمية الورشة التي تأتي في ظل شح البيانات المتعلقة بكبار السن وعدم توفر إحصاءات عامة ،والاعتراف بأنه لم يتم إيلاء الاهتمام الكافي لظروف كبار السن مما يعكس الفكر التنموي للبلدان وقلة اهتمامه بدور كبار السن في المجتمع والاقتصاد ،كما أكدّ أنه حتى الآن لم يتم توليد البيانات التي ترسم صورة مكتملة عن مدى الضعف والهشاشة التي تحيط بكبار السن، ولم تُعرف ما هي مطالبهم وهل تمّ الاستفادة من المخزون التراكمي لخبراتهم ،ولم يُوضع حتى الآن تعريف عالمي جامع وشامل لكبار السن بسبب المعايير الثقافية و التباينات المجتمعية والاقتصادية.من جانبه الدكتور بلان أشار إلى أن معظم الدول العربية ستصل إلى الذروة الديمغرافية قبل عام 2030 مما سيكون له آثار خطيرة على سوق العمل ،وفي هذا الصدد فإن الإنجاز الرئيسي هو جهود المنطقة العربية لاستصدار استراتيجية الشيخوخة الإقليمية التي أُقرت عام 2018 وركزت على خمسة محاور ، معتبراً إقرار الاستراتيجية الخطوة الأولى لكنها ليست كافية ويسعى الصندوق للحصول على دعم الحكومات لوضع خطط وطنية لتنفيذ هذه الاستراتيجية،مع وجود تحدٍ كبير يكمن في ندرة البيانات المتاحة للفئة العمرية الأكبر سناً وهو الشرط اللازم لدعم السياسات القائمة على الأدلة ومن هنا تأتي أهمية هذه الدراسة، كما نوّه إلى فيروس كورونا ومدى خطورته على كبار السن وضرورة معرفة كيف تُرتّب الحكومات أولوياتها لتقديم الخدمات الصحية لمواجهة أزمة كورونا ،وكيف يمكن أن تأخذ قرارات عندما تتعرض شرائح المجتمع للأوبئة والمخاطر، مشيراً إلى أنّ الصندوق يسعى لتكون خدمات المسنين مُدمجة ضمن خدمات النظام الصحي الذي يدعمه والمؤسسات التي تقدم خدمات مناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي.الدكتور أكرم القش رئيس الهيئة أكدّ على دور صندوق الأمم المتحدة للسكان في دعم الأنشطة الخاصة بالسكان و على متابعة الدراسة من بداياتها ومساهمته في الحصول على دراسات متعددة في الدول العربية والأجنبية ساعدت في صياغة محاور الدراسة. بدوره الدكتور القش أشار إلى أنه تمّ وضع الخطوط العريضة للدراسة و بانتظار مناقشات التغذية الراجعة في نهاية هذه الورشة لتكوين تصوّر كامل لاستراتيجية تخدم هذه الشريحة العمرية.كما أشار القش إلى أن الهيئة قبل الحرب كان لديها محور خاص بالمسنين مبني على دراستين قامت بهما ( الأول خاص بدور الرعاية ،والثاني المسنين ضمن أسرهم ) ، وشملت الدراسة اليوم المحورين، وهدفنا منها التعرف على واقع واحتياجات المسنين لدعم إعداد مشروع الاستراتيجية الوطنية للمسنين والهادفة إلى تحديد الاجراءات التدخلية المطلوبة للنهوض بواقع المسنين وخلق بيئة حماية شاملة ومواتية.الدكتور كريم أبو حلاوة الخبير الوطني ،قدّم عرضاً لأبرز نتائج الدراسة،والمحاور التي قامت عليها وهي ( الواقع الصحي للمسنين_احتياجات المسنين وسبل تأمينها_محور التقاعد _المسنون والتنمية) وبيّنت النتائج العامة فيما يخص الدراسة أن دور الرعاية تعاني من مشكلة غياب المتخصصين على كافة المستويات، وخصوصاً النفسي والاجتماعي وأنّ مستوى الخدمات والمرافق تتناقص قدرتها كل ما زاد عدد المسنين، وعن تحليل البيانات بيّن الدكتور كريم أنه تم صياغة مجموعة من الأدوات المنهجية الكميةو الكيفية مثل استبانة دور الرعاية والعاملين في الدور،إضافة إلى عقد جلسات حوارية مُركزة مع مجموعة من الأشخاص المفتاحيين في المحافظات السورية العشرة موضع البحث إلى جانب استمارة المقابلات الفردية المعمقة للتعرّف على كل حالة على حدة.في ختام الورشة ناقش الدكتور أبو حلاوة مع المشاركين الحلول المقترحة للمشكلات التي تواجه المسنين والفرص والتحديات و من هم شركاء التنفيذ ولمن تكون المرجعية والمسؤولية.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.